قصيدة الحذاء .. كتبت في البطل العربي الصحفي منتظر الزيدي الذي قذف بوش بالحذاء
وإليكم القصيده:
مت إن أردت فلن يمـوت إبـاءُ
مادام في وجـه الظلـوم حـذاءُ!
مـاذا تفيـدك أمـة مسلـوبـة
أفعالهـا يــوم الـوغـى آراء!
لحّن أغاني النصر في الزمن الذي
هزَّ الخصورَ المائسـاتِ غنـاءُ!
واصنع قرارك واترك القوم الأولى
لا تدري ما صنعت بهـم هيفـاءُ!
هذا العـدو أمـام بيتـك واقـف
وبراحتيـه المـوت والأشــلاءُ
فاضرب بنعلك كل وجـه منافـق
"فالمالكيّ" ونعل بـوش سـواءُ!
ماذا تفيـدك حكمـة فـي عالـم
قـد قـال: إن يهـوده حكمـاءُ!
فابدأ بمـا بـدأ الإلـه ولا تكـن
متهيبـا، فالخائـفـون بــلاءُ!
واكتب على تلك الوجـوه مذلـة
فرجـال ذاك البرلمـان نـسـاءُ!
صوّب مسدسـك الحذائـيّ الـذي
جعل القـرار يصوغـه الشرفـاءُ
إن أصبح الرؤساء ذيـل عدونـا
خاض الحروب مع العدى الدهماءُ!
عبّر، فأصعـب حكمـة مملـوءة
بالمكرمـات يقولهـا البسطـاءُ!
لله أنـت، أكـاد أقـسـم أنــه
لجلال فعلـك ثـارت الجـوزاءُ!
كيف استطعت وحولك الجيش الذي
بنفاقـه قـد ضجـت الغبـراءُ؟
كيف استطعت وخلفك القلب الذي
ملأت جميع عروقـه البغضـاءُ؟
كيف استطعت وفوقك السيف الذي
ضُربت بحـد حديـده الدهمـاءُ؟
سبحان من أحياك حتـى تنتشـي
ممـا فعلـت الشمـس والأنـواءُ
لك في الفـداء قصيـدة أبياتهـا
موزونـة مـا قالهـا الشعـراءُ!
في وجهك الشرقيّ ألـف مقالـة
وعلى جبينـك خطبـة عصمـاءُ!
ولقد كتبت بحبـر نعلـك قصـة
في وجه "بوش" فصولها سوداءُ!
ولقد عرفتَ طريق من راموا العلا
فهو الـذي فـي جانبيـه دمـاءُ
فسلكتـه والخائنـون تربـصـوا
مـاذا ستبصـر مقلـة عميـاءُ؟
جاءتك أصوات النفـاق بخيلهـا
وبرجلها، يشـدو بهـا الجبنـاءُ!
لا يعلمـون بـأن صوتـك آيـة
للعالميـن، وأنـهـم أوبــاءُ!!
لو صَحْت لاهتز البـلاطُ بأسـره
وتصدّعـت جدرانـه الملسـاءُ!
أوما رأيت الراية السـوداء فـي
ظهر الجبـان تهزهـا النكبـاءُ؟
أو ما لمحت يد الدعـيّ تصدهـا
شلـت يمينـك أيهـا الحربـاءُ!
لما وقفـت كـأن بحـراً هـادرا
في ساعديك وفي جبينـك مـاءُ!
لما نطقـت كـأن رعـدا هائـلا
فوق الحروف وتحتهـن سمـاءُ!
لما رميت كأن مـن قـد عُذبـوا
أحياهـم الله القديـر، فجـاءوا!
شيء تحطم فـي ضميـرٍ مظلـمٍ
كبّـر فقـد تتفـتـت الظلـمـاءُ
علّمت دجلـة أن فيهـا موسمـا
للمـوت تفنـى عنـده الأشيـاءُ!
عاهد حذاءك لن يخونـك عهـده
واتركهمو ليعاهدوا من شـاءوا!
إن صار لون الحقد فينـا أحمـرا
مـاذا تفيـد دوائـرٌ خـضـراءُ؟
لا لون في وجـه العـدو فـروّه
بدمائـه، فـدمـاؤه حـمـراء!
قد كنت غضاً أيها النمـر الـذي
جعل المـروءة تصطفيـك البـاءُ
ما خفت!حولك ألف وغـد ناعـم
والناعمـات تخيفهـا الأسمـاءُ!
لو ضُخّ بعض دماك في أوصالنـا
ما كان فـوق عروشنـا عمـلاءُ
يا سيـدا عبـث الزمـان بتاجـه
اعتق خصومـك، إنهـن إمـاءُ!
واصنع حذاء النصر وارم به الذي
تلهـو بـه وبقلبـه الأهــواءُ
لما انحنى ظهر الظلـوم تنكّسـت
مليون نفـس باعهـا الأعـداءُ!
وسمعت تصفيق السمـاء كأنمـا
فوق السمـاء تجمّـع الشهـداءُ!
قف أنت في وجه الظلوم بفـردة
بنـيـة، فالقـاذفـات هــراءُ!
وارشق بها وبخيطها الوجه الذي
غلبـت عليـه ملامـح بلهـاءُ!
أفديك مـن رجـل تقـزم عنـده
الرؤسـاء والكبـراء والأمـراءُ!
أفتَيْتَ بالنعل الشريـف فلـم نعـد
نصغي لمـا قـد قالـه العلمـاءُ
أحييت خالد في النفوس فصار في
أعماقنـا تتـحـرّك الهيـجـاءُ!
ما كنت قبل اليـوم أعلـم موقنـا
أن الحـذاء لمـن أسـاء دواءُ!
وبأن في جوف الحـذاء مسدسـا
وبأن كـل رصاصنـا ضوضـاءُ!
ما كنت أعـرف للحـذاء فوائـدا
حتـى تصـدّى للذيـن أسـاءوا!
الموضوع منقول